شرح حديث حسن الخلق
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِنْ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا (١).
أَشْرَحُ الْحَدِيثَ
لِحُسْنِ الخُلُقِ فِي الإِسْلامِ مَنْزِلَةٌ رَفِيعَةٌ، وَدَرَجَةٌ عَالِيَةٌ، وَهُوَ مِنْ خِصَالِ التَّقْوَى، وَكَمَالِ الإِيمَانِ. وَحُسْنُ الخُلُقِ فَضِيلَةٌ جَامِعَةٌ لِخِصَالِ الخَيْرِ وَشَرِيفِ الصِّفَاتِ، وَالَّتِي مِنْ أَهِمِّهَا طَلاقَةُ الوَجْهِ، وَبَذْلُ المَعْرُوفِ وَكَفُّ الأَذَى وَالتَّوَاضُعُ، وَقَوْلُ الصِّدْقِ، وَمُخَاطَبَةُ النَّاسِ بِالحُسْنَى، وَأَنْ تُعَامِلَ النَّاسَ بمَا تُحِبُّ أَنْ يُعَامِلُوكَ به.. وَبِحُسْنِ الخُلْقِ تَكْسَبُ مَحَبَّةَ اللهِ وَمَحَبَّةَ النَّاسِ، وَتَضْمَنُ مَوَدَّتَهُمْ وَاخْتِرَامُهُمْ، وَتَنَال إِعْجَابَهُمْ وَرِضَاهُمْ، وَبِالخُلقِ الحَسَنِ يبلغ الإِنْسَانُ أَعَلَى الدَّرَجَاتِ وَارْفَعَ المَقَامَاتِ، وَهُوَ مَا أَشَارَ إِلَيْهِ الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ فِي الحَدِيثِ المَذْكُورِ، وَالَّذِي يَدُل على عَظِيمٍ مَنْزِلَةِ صَاحِبِ الخَلْقِ الحَسَنِ، وَعُلَو مَقَامِهِ فِي الآخِرَةِ وَيَدُل ذَلِكَ عَلَى أَنْ أَفْضَلَ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ المُسْلِمُ إِلَى اللهِ بَعْدَ . أَدَاءِ الفَرَائِضِ هُوَ الخُلُق الكَرِيمُ، وَالمُعَامَلَةُ الحَسَنَةُ مَعَ النَّاسِ وَمَعَ سائر المَخْلُوقَاتِ كَمَا يَدُل أَيْضًا عَلَى أَنَّ أَسَاسَ الدِّينِ وَجَوْهَرَهُ هُوَ المُعَامَلَةُ الحَسَنَةُ، وَالأَخْلَاقِ الكَرِيمَةُ، وَلِذَلِكَ قِيْلَ: ((الدِّينُ المُعَامَلَةُ)).
أَسْتَفِيدُ مِنَ الدَّرْسِ
الإِسْلامُ يَحُثُ عَلَى حُسْنِ الخُلُقِ. .
لِحُسْنِ الخُلُقِ فِي الإِسْلامِ مَنْزِلَةٌ رَفِيعَةٌ.
أَسَاسُ الدِّينِ وَجَوْهَرُهُ المُعَامَلَةُ الحَسَنَةُ. حُسْنُ الخُلُقِ يَرْفَعُ صَاحِبَهُ إِلَى أَعْلَى دَرَجَاتِ الجَنَّةِ.
حُسْنُ المُعَامَلَةِ مَعَ النَّاسِ يُقَرِّبُ العَبْدَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى.
صَاحِبُ الخُلُقِ الحَسَنِ يُحِبُّهُ اللهُ وَيُحِبُّهُ النَّاسُ.
الدِّينُ المُعَامَلَة.